البيان الصادر عن أكثر من مئتي عالم وداعية وإعلامي من شتى الاتجاهات الدعوية لدعم المقاطعة الاقتصادية للبضائع الفرنسية، حدثٌ مميز في العقود الأخيرة؛ فلا أعرف حدثا اتفقت على دعمه جميع المدارس الدعوية بهذه الكثافة والوضوح إلا هذا الحدث..
وبسبب:
1-تجاهل إعلام الفضائيات العربية هذا البيان، في غياب أي أحداث عالمية (قد) تشغله عن الإشارة إليه.
2-رفع ماكرون وتيرة التهديد الأسبوع الماضي، بسعيه لغلق عشرات المساجد، بل ومحاصرة اللغة العربية (علمنة تدريسها!) كما في لقائه منذ ساعات على صفحة يوتيوب فرنسية التجأ إليها لبث دعوته لاستئصال الوجود الإسلامي الحي في فرنسا (الصورة أسفل المنشور)، لعلمه أن وسائل التواصل الاجتماعي هي ميدان معركتنا الحقيقية معه..
وقّعت شخصيات إسلامية بارزة على بيان يدعو لمقاطعة المنتجات الفرنسية، على خلفية قيام الحكومة الفرنسية باستهداف المسلمين بسبع أشكال، وفقا للموقعين.
وذكر الموقعون على البيان وهم علماء ودعاة وأكاديميون، وغيرهم، أن فرنسا أساءت للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأغلقت عددا كبيرا من المساجد والمراكز الإسلامية، وسنت قوانين “مجحفة” تستهدف الحرية الشخصية للمسلمين، وهددت وأمهلت المسلمين بمهلة قدرها أسبوعان فقط لتوقيع ميثاق لـ”علمنة الإسلام”.
إضافة إلى قولهم؛ إن الحكومة الفرنسية استهدفت أطفال المسلمين في المدارس، ورهّبتهم لمجرد امتعاضهم من الإساءة إلى دينهم ونبيهم.
ولفت البيان إلى أن فرنسا تعمل أيضا على سن قوانين تجرّم تصوير أفراد الشرطة للتغطية على ممارساتهم القمعية، إضافة إلى التعدي على الأطفال المسلمين وترويعهم بمداهمة الشرطة لمنازلهم، والتحقيق معهم بتهم الإرهاب لمجرد رفضهم الإساءة للنبي.
وأوضح البيان أنه بسبب أفعال الحكومة الفرنسية أعلاه، فإن الموقعين يدعون جميع المسلمين إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، ودعوة رجال الأعمال لذلك.
وحذر البيان من خطورة “استدراج المسلمين إلى أعمال من الممكن أن يستغلها الإعلام الفرنسي والعالمي لتشويه حملة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والمقاطعة”.
ومن أبرز الموقعين على البيان:
– يوسف القرضاوي (مفكر الإسلامي)
– أحمد الريسوني (الفقيه المغربي وأستاذ المقاصد)
– محمد الحسن الددو (رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا)
– إياد قنيبي (داعية وأستاذ جامعي أردني)
– علي القره داغي (مفكر الإسلامي)
– الحسن الكتاني (رئيس رابطة علماء المغرب العربي)
– إحسان العتيبي (داعية وباحث شرعي أردني)
– إيهاب نافع (المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في شمال لبنان)
– أحمد حوى (أمين عام رابطة العلماء السوريين)
– أحمد عبد العزيز (مستشار سابق للرئيس محمد مرسي)
– أحمد فواقة (رئيس دائرة الدعوة- كلية الدعوة جامعة القدس سابقا)
الشبكات الإعلامية الكبرى لم تذكر البيان الذي وقع عليه أكثر من 200 شخصية من أهل العلم والمشاهير والأكاديميين والإعلاميين وقرابة ال50 ألفاً من المسلمين، في اجتماع كلمة غير مسبوق من زمن طويل.
مع أن هذه الشبكات قد تذكر تصريحاً هنا أو تغريدة هناك !
فأي “إعلام” هذا الذي يبرز ما يريد ويغفل ما هو أهم منه بكثير؟!
آخر التعليقات